الجزائر - يعد المجلس الأعلى للرياضة في إفريقيا الذي يعقد دورته الثلاثين يوم الثلاثاء بفندق شيراطون (الجزائر) على هامش الدورة التاسعة للألعاب الإفريقية التي ستفتتح يوم غد الأربعاء بملعب 5 جويلية تتويجا لمسار مشترك بادرت به الدول الإفريقية.
وقد جاء المجلس الأعلى للرياضة في إفريقيا الذي أنشئ في 14 ديسمبر 1966 ليستجيب لاحتياجات الدول الإفريقية في توحيد خبراتها المشتركة في مجال التربية البدنية و الرياضية.
وقد ساهمت الظروف التاريخية والسياسية التي سادت وقت ظهور المجلس الأعلى للرياضة في إفريقيا في نضوجه وتطوره في مختلف مراحله. وكانت البلدان الإفريقية المستقلة في البداية قد اجتمعت حول منظمة الوحدة الإفريقية التي كانت من المفترض أن تواجه التجمعات الدولية الكبرى التي أنشئت غداة الحرب العالمية الثانية وتكريس استقلالها في تسيير مصيرها في إطار حركة عدم الانحياز.
أما على الصعيد الرياضي فقد عكف كبار مسؤولي الرياضة الأفارقة تحت إشراف منظمة الوحدة الإفريقية وسنة قبل بداية الألعاب الإفريقية في جويلية 1965 ببرازافيل في إقامة هيئة عليا تتكفل بالرياضة في إفريقيا. ومن هنا تم إنشاء لجنة دائمة للرياضة الإفريقية من اجل تجميع الرياضيين الأفارقة في العاب غير تلك الخاصة بالكومنويلث ولا تلك الخاصة بالفرانكوفونية التي تشرف عليها هيئات خارجة عن القارة. كما ترمي الهيئة في نفس الوقت إلى الانفصال عن اللجنة الدولية الأولمبية و العمل تحت إشراف هيئة مرتبطة بشكل خاص بمنظمة الوحدة الإفريقية.
لكن هذا الخيار رفضته بعض البلدان من بينها كينيا التي كانت لا ترغب في رؤية المجلس المستقبلي للرياضة في افريقيا مرتبط باية هيئة حكومية او اي منظمة سياسية.
ويضاف إلى هذا رفض الاختلافات الموجودة بين البلدان الناطقة باللغة الانجليزية و تلك الناطقة بالفرنسية حول موضوع مقر المجلس. ولتجاوز هذا المشكل تم تشكيل لجنة "منازعات" تضم كل من مالي وفولتا العليا (بوركينا فاسو حاليا) وسييراليون وغينيا مهمتها الاساسية تحديد علاقات المجلس الاعلى للرياضة في افريقيا مع منظمة الوحدة الافريقية و اقتراح ياوندي كعاصمة مزدوجة اللغة لاحتضان المقر. وفي هذا الاتجاه اصبحت اللجنة الدائمة للرياضة الافريقية بعد الجمعية العامة التاسيسية ل14 ديسمبر بباماكو (مالي) تسمى المجلس الاعلى للرياضة في افريقيا وتعيين وزير داخلية الكونغو برازافيل اندري هومبيسا رئيسا له واتخاذ ياوندي العاصمة الكاميرونية مقرا له. وقد مثل الجزائر حينها رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية مختار شنتوف.
وحسب قوانينه الاساسية فان المجلس الذي امضى عقد ميلاده ثلاثون ممثلا يتشكل من الدول المستقلة الاعضاء في منظمة الوحدة الافريقية دون اقصاء حركات التحرير الوطني التي تعترف بها المنظمة. في حين أقصي من المنظمة كل من جنوب افريقيا وروديسيا (زيمبابوي حاليا) اذ كانتا تعتبران حينها معقلين لنظام الابارتايد و الميز العنصري. الا ان المجلس لم ينطلق في نشاطه الفعلي الا سنة 1968 وهي السنة التي استقر في مقره في ياوندي. و يعتبر انشاء المجلس الاعلى للرياضة في افريقيا انعكاس لارادة الدول الافريقية في ادماج النشاطات البدنية و الرياضية في مسار ازدهار و تطور أممهم
الأربعاء يوليو 11, 2007 4:24 am