تنطلق بالجزائر اليوم دورة الالعاب الافريقية التاسعة وتستمر حتي يوم23 يوليو الحالي بمشاركة9150 رياضيا يمثلون52 دولة أفريقية في27 لعبة.
وتعد هذه المرة هي الثانية التي تستضيف فيها الجزائر هذه الدورة التي سيقوم بتغطية فعالياتها أكثر من ألفي صحفي جزائري وأجنبي.
وتعتبر دورة الالعاب الافريقية أهم حدث رياضي علي الاطلاق الي جانب كأس الامم الافريقية لكرة القدم حيث انطلقت دورتها الاولي في برازافيل عام1965.
و ترجع فكرة اقامة دورة للألعاب في القارة الافريقية الي عام1923 حينما فكرت اللجنة الدولية الأولمبية في تنظيم دورة تسمح للرياضيين الأفارقة الذين كانت دولهم تعاني تحت نير الاستعمار من التأهل عبرها الي دورة الالعاب الاولمبية علي غرار دول اسيا.
ولم تتجسد تلك الفكرة الا بعد مرور44 عاما حيث تجمع أكثر من3000 رياضي محترف يمثلون30 دولة أفريقية خلال دورة الالعاب الأولي للقارة الافريقية المستقلة التي نظمت خلال الفترة من18 الي25 يوليو عام1965 ببرازافيل.
ولم تكن تلك أول مرة يلتقي فيها الأفارقة حيث سبق وان التقي رياضيون من24 دولة في دورة الصداقة للالعاب عام1963 بالعاصمة السنغالية داكار والتي أفضت الي تنظيم دورة الالعاب الافريقية بعد عامين تقريبا.
وقد بادر بفكرة انشاء الألعاب الافريقية بصورة منتظمة مسئولون من22 دولة أفريقية في اطار لجنة الألعاب الافريقية برئاسة الكونغولي أندري أمبيسا( رئيس) و النيجيري براهيما أورديا( نائب رئيس) و كلود جانجا من الكونجو أيضا أمين عام.
و بعد نجاح التجربة الأولي ـ في برازافيل ـ قرر المسئولون خلال اجتماع ضم ممثلي27 دولة اسناد تنظيم الدورة الثانية للألعاب الافريقية لمالي عام1968.
ولكن الاضطرابات التي شهدتها الحياة السياسية في مالي أنذاك دفعت بالقائمين علي الرياضة في أفريقيا الي اسناد تنظيم الألعاب الأفريقية عام1972 الي نيجيريا الا أنه وبسبب تنظيم دورة الألعاب الأولمبية بميونيخ في نفس العام فقد قرر المجلس الأعلي للرياضة في أفريقيا تأجيل الدورة الثانية للألعاب الافريقية الي عام1973.
وفي عام1978 جاء دور الجزائر لاحتضان الدورة الثالثة للألعاب الافريقية بفضل التجربة التي اكتسبتها في مجال التنظيم بعد استضافتها دورة الألعاب المتوسطية عام1975.
و قد شارك في هذه الدورة أكثر من5000 رياضي من45 دولة مما يشكل رقما قياسيا فاق توقعات مسئولي الرياضة في أفريقيا و باتت ألعاب الجزائر يضرب بها المثل في حسن التنظيم و الاستقبال و التكفل بالوفود.
و بعد ذلك الموعد اضطر الرياضيون الأفارقة الي الانتظار9 سنوات للتجمع من جديد حيث لم تعرض أي دولة أفريقية استضافة دورة الالعاب الافريقية بسبب الصعوبات المالية.
و قد اقترح المجلس الأعلي للرياضة في أفريقيا عام1983 اسناد المهمة الي كينيا التي لم تتمكن من ذلك الا عام1987 ولم يشارك فيها سوي39 دولة..
وقد كان لمماطلة العديد من الدول الافريقية و ترددها في احتضان دورة الألعاب أن دفعت بمسئولي المجلس الأعلي للرياضة في أفريقيا إلي دراسة المسألة بجدية بعد ذلك بهدف المحافظة علي استمرارية تنظيمها.وبعد4 سنوات كانت مصر الدولة الوحيدة التي تعهدت ودون تردد باحتضان الدورة الخامسة للألعاب و ذلك في الفترة من20 سبتمبر الي1 أكتوبر1991.
وانطلاقا من هذه الدورة أصبحت دورة الألعاب تقام بصفة منتظمة حيث احتضنت زيمبابوي الدورة السادسة في موعدها المحدد ـ سبتمبر1995 ـ في حين أن جنوب أفريقيا بعد عودتها إلي الساحة الرياضية القارية نظمت الدورة السابعة للألعاب سنة1999 بجوهانسبرج.كما حققت الدورة الثامنة المنظمة بأبوجا ـ نيجيريا2003 ـ نجاحا منقطع النظير سواء من الجانب التنظيمي أو الرياضي بالرغم من الصعوبات الجمة التي اعترضت تنظيمها حيث أن الحكومة النيجيرية ظلت وحتي قبل شهر واحد من موعد انطلاق الدورة لم تسمح بصرف كامل الأموال التي اعتمدتها لاحتضان التظاهرة
ومع ذلك شهدت هذه الدورة نجاحا ملموسا حيث شارك فيها48 دولة أفريقية بنحو6000 رياضي من بينهم550 نيجيريا في22 لعبة.
ومن المنظر أن يمثل الجزائر في الدورة التاسعة570 رياضيا بينهم أكثر من200 سيدة في27 لعبة.